===================Jom Mengaji Arab==================
تتميز مدينة كولا لمفور بجمالتها ونظافتها |
لقد حاولت بلادنا ماليزيا أن تتمثل بالمدينة الفاضلة التي نادى بها الفارابي منذ عشرة قرون ماضية.وتعتبير هذه المدينة مثل البدن، الذي تساهم أعضاؤه كلها على تتميم الحياة.وفيها أفراد المجتمع يتسامحون ويتعاونون على الأشياء المؤدية إلى السعادة، ويتكون فيها من المواطنين الذين يقدمون بأكمل أنواع الخدمات وبأسلوب حضاري وعمل جماعي بعيداً عن سوء التعامل.
وهنا يـحُثُّ الفارابي مدينته الفاضلة على أن تكون مدينة مختلفة في تصرفات سكانها الذين يقودون سياراتهم في شوارعها، وسكانها الذين يمشون على أَرصِفَة شوارعها، وسكانها الذين يتسوقون في المحلات التجارية. ويمكن القول بأنهم كانوا كلهم نموذجين مثاليين في كل وقت وحين.
فالمدينة الفاضلة مدينة مثالية في جهودها ونهضتها التي تقدمها لسكانها. وتَجَسَّدَ موظفوها بسرعة الإنجاز في العمل وبدقة التنفيذ وباحترام كامل. ويشتمل هذا على جميع المواطنين بدون حاجة إلى معرفة شخص ما ليسهلهم ويسرع في إنجاز طلبهم.
وتثبت هنا أن المدينة الفاضلة مدينة تمتلك وتتنافس أحياؤها وشوارعها على الجمال والنظافة.فهي مدينة يصعب على المرء أن يجد ملاحظة على هذه الشوارع قاذورات متناثرة هنا وهناك.
كما نلاحظ أيضا من خلال هذه المدينة الفاضلة أنها تعزز مدارسها لتكون نموذجية ومناهجها قيمة ومبانيها راقية، وبلغ إعجابنا من تلك المدينة بانتظام الطلاب في حضورهم وانصرافهم من المدارس.
أما ما تتعلق بوسائل النقل فنجد فيها كل طرق المواصلات على مدار الساعة من السيارات والقطار بأسرع ما يمكن أن يصل إليه الناس. ويتعامل مسؤولها في هذا الإطار بمبدأ الصدق والثقة واحترام العميق والنظام والابتسامة الدائمة.
ونجمع القول بأن المدينة الفاضلة مدينة بلا مشاكل في خدماتها وثقافاتها، وبلا نقصان في مصالحها، وبلا حقوق ضائعة، أو معاملات معطلة.وهي مدينة مترابطة بين النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي لتضمن الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية. ولكن هذه المدينة الفاضلة مدينة عجزنا عن تحقيقها وتظل أحلاما لأجيالنا القادمة، ولقد حققتها دول الغرب أكثر منا، ومتى إذن ستتحقق لنا هذه المدينة الفاضلة ؟.
(من كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها لأبي نصر الفارابي بتصرف)
No comments:
Post a Comment