قراءة موسعة : جحا والجار
كان لجحا جار ثقيل يصعبه في بعض الأحيان، يكثر من الطلبات، فمرة يطلب
من جحا أن يعيره طنجرة، ومرة يستعير منه نقودا ثم يماطل في إعادتها إليه،
ومرة يستخدمه في قضاء بعض الحاجات.
وأما اليوم، فقد جاء ليستعير من جحا حماره. فقرع الباب، وخرج إليه جحا،
فلقيه ورحب به، وسأله عن حاجته، فقال له جاره : أنت تعرف يا جاري
العزيز، يا جحا، حق الجوار.
قال جحا : أعرف ذلك.
قال الجار : وتعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "ما زال جبريل
يوصيني بالجار
حتى ظننت أنه سيورثه".
قال جحا : نعم أعرف هذا ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الجار : وتعرف أني رجل كبير السن.
قال جحا : أعرف من ملامح وجهك.
قال الجار : وتعرف أني أشكو الآلم في مفاصلي.
قال جحا : أعرف من خلال كلامك.
قال الجار : وتعرف أني لا أملك حمارا أركبه لقضاء حوائجي.
قال جحا : أعرف بعدما أخبرني ذلك.
قال الجار : وتعرف أن للجار على الجار وحماره.
قال جحا : الشق الثاني أهم من الشق الأول.
سأل جحا : لماذا ؟
قال الجار : لأني أريد الذهاب إلى السوق، وأرجو أن تعيرني حمارك.
عندما أدرك جحا أن كل هذه الأقوال والدوران من أجل الحمار، فتلفت جحا حوله، وتنحنح،
ورسم ابتسامه باهتة على شفتيه، ثم قال : ولكن حماري ليس هنا يا صديقي الحميم.
سأل الجار : أين هو يا جاري العزيز؟
أجاب جحا : في البستان، أخذته زوجتي أم الورد إلى البستان.
في هذه اللحظة، نهق الحمار، فقال الجار : حمارك في البيت يا جحا، فلماذا تكذب علي؟!
فعبس جحا وهو يقول : ويحك يا جاري، تكذبني وتصدق حماري..!
(مقتطف من كتاب نوادر جحا بتصرف)
أَجِبْ عَنِ الأَسْئِلَةِ الآتِيَةِ :
أ- مَنْ جاء إلى بيت جحا ؟
ب-وماذا يطلب من جحا ؟
ج- هَاتِ حديثا على العناية بحق الجوار.
د- كَيْفَ عرف الرجل أن الحمار بي بيت جحا ؟
هـ- مَاذَا يقول جحا بعدما تيقنه الأمر ؟
و- اكتب فائدتين من القصة السابقة.
No comments:
Post a Comment